فصل: الفصل الثالث تشريح العصب النابت من نخاع العنق ومسالكه:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تشريح القانون (نسخة منقحة)



.البحث السادس تشريح الزوج السادس:

قال الشيخ الرئيس رحمة الله عليه:
وأما الزوج السادس فإنه ينبت.
إلى قوله: وأما الزوج السابع فمنشؤه من...
الشرح:
قد اتفق إن كانت الأزواج التي من الجزء المؤخر من الدماغ على النسبة التي من الجزء المقدم منه فكما أن تلك الأجزاء الثلاثة الأولى منها قصيرة جدًّا والثالث طويل جدًّا والثاني كالمتوسط بينهما في الطول كذلك هذه الثلاثة الأول منها وهو رابع الأزواج الدماغية قصير جدًّا بالنسبة إلى الآخرين والثالث طويل جدًّا والثاني كالمتوسط بينهما وذلك لتكون قسمة العصب على الوجه العدل وكانت الثلاثة التي في الجزء الأول يجب فيها أن تكون في الطول على ما قلناه.
لأن الأول منها إنما يأتي العينين فلا يجوز أن يكون أكثر طولًا مما عليه.
والثالث: يأتي الأحشاء الباطنة فيجب أن يكون طوله كبيرًا جدًّا.
والثاني يأتي عضلات العينين ولا يصلح لغيرها.
وتلك العضلات أبعد مكانًا من العينين فيجب أن يكون أطول من الأول وأقصر من الثالث وإذا كان كذلك وجب أن تكون أزواج الجزء الثاني كذلك إذ لا سبب يوجب اختلاف حال الجزأين لكونهما يختلفان في شيء وذلك لأن أزواج الجزء المؤخر أطول وتدارك ذلك أن جعلت أدق من أزواج الجزء المقدم فتكون أزواج الجزأين كالمتكافئة.
قوله: متصلًا بالخامس مشدودًا معه بأغشية وأربطة إني إلى الآن لا أعرف لهذا الاتصال والارتباط حكمة بل ولا أتحقق صحته فإن منشأ هذا الزوج خلف منشأ الخامس ومخرجه خلف مخارجه فلم يتقدم حتى يرتبط بالخامس ثم يتأخر ليخرج وليس لقائل أن يقول: إن فائدة ذلك أن يعتضد كل واحد من الزوجين بالآخر ويقوى به لأنا نقول: لو احتيج في هذين الزوجين إلى ذلك لكانت الحاجة إليه في الأزواج الأولى أولى لأنها أضعف لأجل لينها ويخرج من الثقب الذي في منتهى الدرز اللامي كل واحد من فردي هذا الزوج ينقسم في داخل القحف إلى ثلاثة أقسام ويخرج الثلاثة جملة من ثقب في طرف الضلع اللامي من أسفل وذلك لان ثقب الجانب الأيمن منه الفرد الأيمن وثقب الجانب الأيسر يخرج منه الفرد الأيسر.
قوله: ليعاضد الزوج السابع على تحريكها.
إن العمدة في تحريك عضل الحلق واللسان على الزوج السابع إذ الآتي إليه ذلك عصب عظيم والآتي إليه من هذا الزوج دقيق جدًّا فلذلك جعله معاضدًا للزوج السابع في التحريك لا أصلًا فيه.
قوله: وأتت العضل العريضة الحنجرية التي رؤوسها إلى فوق يريد بهذه الرؤوس مبادئ العضل وهي التي تنشأ منها وللحنجرة قريب من عشرين عضلة منها ما هو موضوع عرضًا ومنها ما هو موضوع ورابًا ومنها ما هو موضوع طولًا.
وهذا الطول مستويًا منه ما يبتدئ من فوق ويحرك الحنجرة بطرفه الأسفل وهو العضلات الآتية من العظم اللامي إلى الغضروف الدرقي وكذلك المنحدرة من ذلك العظم ومن الغضروف الدرقي وفعلها رفع الحنجرة وغضاريفها.
وهذه تحتاج أن يأتيها العصب من فوق فلذلك ظاهر من أمرها أن عصبها يحتاج أن يكون من الدماغ.
وينبغي أن يكون من هذا الزوج لأن ما قبله فمخارجه من قدام هذه العضلات وما بعده فمخرجها من خلفها وإذا كان كذلك فلو جعلت هذه العضلات من أحدها لكان إنما يأتيها قوله: فإذا جاوزت الحنجرة صعد منها شعب تأتي العضل المنكسة للحنجرة التي رؤوسها إلى أسفل وهي التي لا بد منها في إطباق الطرجهالي وفتحه إذ لا بد من جذب إلى أسفل ومن العضل الموضوع طولا ما يبتدئ من أسفل ويحرك بطرفه العالي.
وقد قال جالينوس في أو اخر كتابه في منافع الأعضاء إن هذا العضل هوا لذي يربط أطراف الغضروف الدرقي السفلية بالذي لا اسم له وهو مشكل فإن ذلك العضل يتحرك مؤربًا وهذا العضل الذي ينفذ من أسفل ويتحرك بطرفه العالي قد كان يمكن أن يأتيه العصب من نخاع العتق ومن نخاع الصدر ولكن العصب من هناك إنما يخرج من جانبي الفقار كما بيناه فيحتاج في مجيئه إلى هذا العضل إلى أن يمر أو لًا إلى قدام وإلى وسط ما بين اليمنى واليسرى حتى يحاذي مبادئ هذه العضلات ثم يصعد إليها مستقيمًا وذلك ليمكن أن يكون تحريكه على الاستقامة فلذلك جعل من هذا الزوج لأن مرور هذا الجزء منه في قرب ذلك العضل فلا يحتاج في صعود ما يتشعب من شعبه إلى مبادئ تلك العضلات إلى مرور إلى جهة أخرى فكان يكون هذه العضلات من هذا العصب أولى.
قوله: وإنما أنزل هذا من الدماغ.
الأجود أنه كان يقول: وإنما خلقت هذه العضلات من العصب النازل من الدماغ وذلك لأن نزول هذا من الدماغ ليس ليكون منه هذه العضلات وأغشية قوله: لأن النخاعية لو صعدت لصعدت مؤربة.
لقائل أن يقول: إن هذا غير لازم إذ يجوز أن يكون صعودها بأن يأتي أو لًا إلى محاذاة مبادئ هذه العضلات ثم يصعد على الاستقامة معتمدة على عضو هناك كما في هذا العصب الراجع.
والله ولي التوفيق.

.البحث السابع تشريح الزوج السابع:

قال الشيخ الرئيس رحمة الله عليه:
وأما الزوج السابع فمنشؤه الحد.
إلى آخر الفصل.
الشرح:
إن عبارة الكتاب ها هنا ظاهرة بينة غنية عن الشرح:
والله ولي التوفيق.

.الفصل الثالث تشريح العصب النابت من نخاع العنق ومسالكه:

قال الشيخ الرئيس رحمة الله عليه:
العصب النابت من النخاع.
إلى آخر الفصل.
الشرح:
قد جعل الأزواج النابتة من نخاع العنق ثمانية وذلك لأنه عد الزوج الخارج مما بين الفقرة الأخيرة من فقار العنق والفقرة الأولى من فقار الصدر من جملة أزواج هذه الأزواج والفقرة الأولى من فقار العنق يخرج منها زوج من ثقب فيها وزوج مما بينها وبين الثانية.
ويلزم ذلك أن تكون هذه الأزواج ثمانية.
قوله: وهو صغير دقيق إذ كان الأحوط في مخرجه أن يكون ضيقًا.
هذا يختلف بحسب اختلاف حال الحيوانات.
فما كان من الحيوان سلاحه في رأسه إما في نفس رأسه كما في ذوات القرون أو في فكه كما في ذوات الأنياب الحادة كالسباع وهذا يحتاج أن تكون الفقرة الأولى من فقار العنق قوية جدًّا ليكون متمكنًا من استعمال سلاحه بقوة وإنما تكون هذه الفقرة كذلك إذا كانت مع صلابتها عظيمة وحينئذٍ يمكن أن يكون ما فيها من الثقوب متسعًا فلذلك كان هذا الزوج أعني الأول يكون في هذا الحيوان كبيرًا عظيمًا وخاصة وحاجة مثل هذا الحيوان إلى قوة العضل التي هناك شديدة تكون تلك العضلات فيه عظيمة أيضًا وذلك محوج إلى كثرة الأعصاب التي تكون فيها وذلك محوج إلى زيادة عظم هذا الزوج وما لم يكن من الحيوان كذلك كالإنسان والقرد ونحوهما.
فإن هذه الفقرة تكون فيه ضعيفة لأنها تكون فيه أصغر من بقية فقار العنق لأن الحامل ينبغي أن يكون أعظم من المحمول إذا لم يكن سبب آخر يقتضي زيادة عظم المحمول وثقبها الذي ينفذ فيه النخاع يجب أن يكون اكثر سعة مما لغيرها لأن أول النخاع أغلظ ويلزم ذلك أن يكون جرمها رقيقًا جدًّا وذلك موجب لزيادة ضعفها فلا بد وأن يكون ما فيها من الثقوب ضيقة جدًّا لئلا يفرط بها الضعف ويلزم ذلك أن يكون العصب الخارج منه دقيقًا جدًّا وخصوصًا ومثل هذا الحيوان غير شديد الحاجة إلى زيادة عظم العضلات التي يكون فيه هناك فلذلك يكون هذا الزوج دقيقًا قصيرًا.
قوله: والزوج الثاني مخرجه مما بين الفقرة الأولى والثانية أعني الثقبة المذكورة في باب العظام.
قال جالينوس: إن هذا الزوج ليس يخرج من ثقب بل في كل ثقب واحدة من ناحيتي الزائدة المشبهة بالشوكة موضع معرى من عظام النقرة فيما بين الفقرة الأولى والثانية منه تخرج أعصابه.
والحق كما قاله جالينوس.
قوله: ويوصل أكثره إلى الرأس حس اللمس بأن يصعد مؤربًا إلى أعلى الفقار وينعطف إلى قدام.
الذي قاله جالينوس: إن أعظم جزء من هذا الزوج ينقسم في عضل خلف الرقبة ويصير من جزء إلى العضلات العراض المحركة للخدين والجزء الباقي من هذا العصب بعضه يرتقي إلى الرأس وينبث في مؤخره.
وكذلك الجزء الذي يرتقي من قدام ينبث في مقدم الرأس.
قوله: وفي غير الإنسان ينتهي إلى الأذنين فيحرك عضل الأذنين يريد بذلك غير الإنسان مما له أذن بارزة.
وإنما اختص غير الإنسان مما له أذن يحركها دون أكثر الناس لأن الإنسان لا كلفة عليه في تحريك رأسه بحيث يحاذي كل جهة يريد بأذنه فيتمكن بذلك من سماع الصوت من أي جهة كانت ولو كذلك باقي ما له أذن فإن الفرس مثلًا ليس يتمكن من تحريك رأسه بانفراده إلى حيث يصير أحد أذنيه إلى خلف والأخرى إلى قدام وإذا كان كذلك فلو لم يمكن هذا الحيوان أن يحرك أذنيه إلى الجهات تعذر عليه سماع كثير من الأصوات ولذلك خلقت أذن أكثر هذا النوع من الحيوان طويلة لتكون عند التحريك إلى جهة ما كالباذهنج يحصر الهواء الوارد بالصوت ويعم هذا والأزواج الأخر التي بعده أن كل واحد منها ينقسم عند خروجه كل فرد منه إلى قسمين أصغرهما يتفرق في النواحي إلى قدام.
قوله: لكن الصائر من السادس إلى ناحية اليد لا يجاوز الكتف ومن السابع لا يجاوز العضة وأما الذي يجيء الساعد من الكتف فهو من الثامن.
وقد قال في التعليم الثالث من الكتاب الأول: كما يستدل على ألم في الأصبع من سبب سابق أنه لآفة عارضة في الزوج السادس من أزواج عصب العنق وبين الكلامين تباين.
والأول هو الحق. فإن الأصابع لا يأتيها من الزوج السادس شيء وبذلك قال جالينوس.
قوله: وإنما قسم الحجاب من هذه الأعصاب دون أعصاب النخاع الذي تحت هذه ليكون الوارد عليها منحدرًا من مشرف فيحسن انقسامه فيها.
سبب هذا هو أن العضلات المحركة للحجاب تحتاج أن تكون العصب آتيًا إليها من وسط الحجاب.
وإنما يمكن ذلك أن تكون نازلة من هذه الأزواج إذ ما هو أسفل منها إنما يأتي إلى هناك بتأريب فلا يكون تحريكها كما هو الواجب في الحجاب والله ولي التوفيق.